[كان غباء أو هروباً
ولم يكن عدلاً
أن أحمّلك وحدك القرار الأخير ونتائجه
فقد كنت أجبن من أتخذ قراراً كهذا وحدي
كثيرا ما كنت أقول لنفسي : إنني لن أغادر إلا إذا قالتْها لي..
وكثيراً ما كنت أعدها عند التشبث بي ساعات العتاب والاختلاف: اطمئني فلن أرحل إلا إذا قلتيها أنتِ صراحة :ارحل !!
كان تصريحاً مني بالجبن على الرغم من أنك قلتِها لي بدمعك ألف مرة.
وقد آن الرحيل وحدي
حبيبتي
لطالما كنت أكتب بلا ملامح واليوم أكتب حروفا هي أقرب للعقل والمنطق
سأرحل متأبطاً كل حقائب الذكريات قبل أن أكون سبب موت نبضك وإشعال دمعاتك كل ليلة
قد ملّت السطور تكرار نفسها والكلمات التي تنعى حظنا العاثر..
قد آن الوقت لتعانقي وسادتك التي أرقها السهر وأن تعودي تشعرين بالأمان ..
ربما بعض النزف سيكون من أثر الجرح، لكنه سرعان ما سيتوقف النزف ويلتأم الجرح
وتعود إشراقة الصباح في وجهك ..
سأرحل بعيداً كي يعود قمرك يضيء
وكي تشعلي القناديل في ضلوعك
ويعود قلبك النقي صافياً
أيا نبضي
إني لأرجوك أن تبتسمي ساعة الرحيل
فكما كان حبنا غير تقليدي فإن فراقنا يجب أن يكون غير تقليدي
ابقي شامخة مبتسمة لأن ما سنفعله هذه المرة هو الصواب
وسأجتهد معك أن امنع طأطأة رأسي و أن أحبس دمع عيني ..
ففي خلاينا تجري طباع البشر ..
سيكون غير تقليدي لأنه رحيل مع الحب الباقي والثقة التي لم تتوقف.
لم نعرف يوما الخيانة ولا الغدر ولم نسمع لهاجس الشك.. كلها لم نصادفها في طريقنا ..
سيكون فراقا غير تقليدي لأن الدافع له هو الحب والتضحية وليس المصلحة أو الذات.
إنما كان حبنا من أول وهلة يحمل الوفاء والمصارحة
وقبول كل طرف صاحبه على ما فيه
..
يا لها من ابتسامات لن تتوقف..
ويا لجمال القدر وقسوته في آن واحد حين نلتقي ...
ثم هو القدر يكتب علينا الرحيل كما كتب لنا أجمل لحظات اللقاء ..
محبك حتى آخر نبضة
وحتى آخر دمعة
وحتى آخر ابتسامة]